منتديات أنصار السنة ببوسعادة

مرحبا نتمنى أنك تشرفنا بانضمامك لعائلة منتدانا


تقبل تحياتي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار السنة ببوسعادة

مرحبا نتمنى أنك تشرفنا بانضمامك لعائلة منتدانا


تقبل تحياتي

منتديات أنصار السنة ببوسعادة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أنصار السنة ببوسعادة

المواضيع الأخيرة

» ما هو تقييمك للمنتدى
وسطية الاسلام  2 Icon_minitimeالسبت مارس 31, 2012 9:36 pm من طرف بلعباس البوسعادي

» قناة وصال الفارسية لدعوة شيعة ايران
وسطية الاسلام  2 Icon_minitimeالسبت مارس 31, 2012 9:11 pm من طرف بلعباس البوسعادي

» السلام عليكم هل من مرحب
وسطية الاسلام  2 Icon_minitimeالسبت مارس 31, 2012 9:05 pm من طرف بلعباس البوسعادي

» عرش أولاد عزوز ببوسعادة
وسطية الاسلام  2 Icon_minitimeالسبت مارس 31, 2012 8:56 pm من طرف بلعباس البوسعادي

» هذه هي بوسعادة ... بوابة الصحراء الجزائرية
وسطية الاسلام  2 Icon_minitimeالسبت مارس 31, 2012 8:46 pm من طرف بلعباس البوسعادي

» { من أقوال السلف المأثورة }
وسطية الاسلام  2 Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 04, 2011 4:23 pm من طرف عزوز أبو اميمة

» عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها
وسطية الاسلام  2 Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 04, 2011 4:20 pm من طرف عزوز أبو اميمة

» الطريق واحد، للشيخ: عبد المالك رمضاني الجزائري
وسطية الاسلام  2 Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 04, 2011 4:19 pm من طرف عزوز أبو اميمة

» جزء قد سمع ، تبارك ، عم "بالأَمَازِيغِيَّة"
وسطية الاسلام  2 Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 04, 2011 4:18 pm من طرف عزوز أبو اميمة

دليل المواقع الاسلامية

اخترنا لكم

وسطية الاسلام  2 Ketabn10

مكتبة بوسعادة الاسلامية

وسطية الاسلام  2 40183739519570447223

عدد الزوار

.: أنت الزائر رقم :.

سحابة الكلمات الدلالية

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 47 بتاريخ الإثنين يونيو 13, 2016 3:42 am


    وسطية الاسلام 2

    avatar
    عزوز أبو اميمة
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر عدد المساهمات : 572
    نقاط : 1637
    تاريخ التسجيل : 18/10/2009
    الموقع : بوسعادة
    العمل/الترفيه : طالب ثانوي

    وسطية الاسلام  2 Empty وسطية الاسلام 2

    مُساهمة من طرف عزوز أبو اميمة الخميس نوفمبر 26, 2009 7:25 pm

    على كل حالّ هذه لمحة عن الغلّو في الماضي و في الأمم التي تحيط بهذه الأمّة , اليهود غلوا في عزير و قالوا إنّه ابن الله و أصيبوا بداء الجفاء فقتلوا الأنبياء وقتلوا الذين يأمرون الناّس بالقسط و هذا من الجفاء و كذّبوا عيسى عليه السلام و كذّبوا محمدا r وما جاء به , و هم يعرفون أنّه رسول الله حقّا عليه الصلاة و السلام , يعرفونه كما يعرفون أبناءهم , ومع ذلك دعاهم الجفاء و الغلوّ في آن واحد إلى تكذيب الرسول و محاربته و جحود الحقّ الذي يعلمونه قال تعالى عنهم )يعرفونه كما يعرفون أبناءهم( .

    و النصارى كذلك غلوا في عيسى و عبدوه وقالوا إنّه ابن الله و ثالث ثلاثة و قالوا فيه هو الله , و بيّن الله تبارك و تعالى أنّ عيسى عبد من عباد الله و أنّه رسول و أمّه صدّيقة كانا يأكلان الطعام , بيّنه الإسلام غاية البيان , و العقول تدرك هذا و تدرك ما وقع فيه النصارى من السّخف و الضلال , و لهذا سمّاهم الله تبارك تعالى الضّالين , وعلّمنا الاستعاذة من هذه الصفة , صفة الضلال في كلّ صلاة نصليها ) اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضاّلين( المغضوب عليهم هم اليهود لأنّهم يعلمون الحقّ و يجحدونه ويعاندون فيه ( والضّالين ) النّصارى . و الدّافع لهذا الضلال هو الغلوّ الموجب لغضب الله تعالى و لعناته هو الغلوّ و الجفاء فالغلوّ والجفاء من الصفات الذميمة , و الاعتدال هو الصفة المحمودة عند الله عزّ و جلّ وهو من صفات هذه الشّريعة التي جاء بها محمد r , و لقد حصل هذا الغلوّ في هذه الأمّة رغم أنّ القرآن حذّر من ذلك و السنّة حذّر فيها رسول الله r من الغلوّ , قال الله تعالى : ) يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم و لا تقولوا على الله إلاّ الحقّ ( و هذا نداء لأهل الكتاب وهو يتناول المسلمين , فإذا كان ينهى أهل الكتاب عن الغلوّ فهذه الأمّة من باب أولى ) ولا تقولوا على الله إلاّ الحقّ ( لأنّ الغلوّ ضدّ الحقّ و المؤمن المعتدل يقول الحقّ فلا يغلوا ولا يجفو .

    وقال r : ( إيّاكم و الغلوّ فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ ) فحذّر الرّسول r من الغلو أشدّ التّحذير , حتّى إنّه في حجّة الوداع في رجوعه من عرفات إلى مزدلفة طلب من الفضل أن يناوله حصيات ليرمي بها الجمرة فالتُقِطت له الحصيات فرفع واحدة منها و قال : ( بمثل هذه فارموا و إيّاكم و الغلوّ فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ ) حتّى الحصاة هذه لابدّ أن تعتدل فيها وتتبع فيها محمدا r فلا تتقدّم بين يديه في شيء فتزيد أو تنقص , النقص جفاء والزيادة غلوّ .

    القرآن يربّي على الاعتدال و السنة كذلك و سيرة الرسول rتربّي على ذلك وكذا سيرة السلف الصالح , و لكنّه دبّ إلى الفرق الضّالة داء الأمم الهالكة ووقع في مراتع الغلوّ , أناس مفرّطون و أناس مُفْرِطون .

    و المنهج السّلفي من بين المناهج الموجودة هو المنهج الوسط المعتدل لمن فقهه حقّ الفقه , لا للأدعياء , فمن فقه هذا المنهج من كتاب الله و سنّة رسوله r ومن سيرته ومن سيرة السّلف الصالح يعرف أنّ المنهج السلفي هو دين الله الحقّ القائم على الاعتدال و القائم على الصراط المستقيم و القائد إلى الحقّ في عقيدته و منهجه و تربيته و دعوته , بينما تجد في المناهج الأخرى التّأرجح بين الإفراط و التّفريط , المنهج السّلفي وسط في هذه الفرق كوسطية الإسلام بين الأديان و الملل السّابقة .

    فأهل السنّة و الجماعة في عقيدتهم وسط في عدد من المناهج , فهم وسط بين الجهميّة المعطلة و المشبهة المنحرفة , المعطلة غلوا في التّنزيه فأدّاهم هذا الغلو ّإلى تعطيل صفات الله عزّ وجلّ , و المشبّهة غلوا في الإثبات فأدّاهم هذا الغلو إلى أن يشبهوا الله تعالى بخلقه في أسمائه وصفاته فتعالى الله عماّ يقول الظاّلمون علوّا كبيرا .

    و توسط أهل السنة و الجماعة في هذا الباب بين المعطلة و المشبهة فأثبتوا صفات الله تعالى , صفات جلاله و نعوت كماله , أثبتوها من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تحريف و لا تعطيل , تو سّطوا بين الطّائفتين المنحرفتين , إثبات بلا تعطيل , ننـزه الله تعالى عن المشابهة و ننزهه تبارك وتعالى عن التّعطيل فلا نشابه المعطلة فنغلوا في التنزيه حتّى يُخرِج هذا الغلوّ من وقع فيه إلى التّعطيل , و لا نشارك المشبهة في الغلوّ في الإثبات حتّى لا يخرجنا ذلك إلى التّشبيه .

    وهم وسط في باب الأفعال بين الجبرية و القدريّة , الجبريّة ترى أنّ العباد مسلوبيّ الإرادة و القدرة و حركاتهم اضطراريّة كحركة أوراق الشجر تحركها الرّياح , و كحركة الجمادات المسخّرة لا اختيار لهم و لا قدرة ولا إرادة - و العياذ بالله - .

    و القدريّة يرون أنّ العبد مستقّل بمشيئته و إرادته يفعل ما يشاء و لا ارتباط بين إرادته و فعله و مشيئته و بين مشيئة الله و إرادته و تقديره للأشياء , و هدى الله أهل السنّة فتوسّطوا بين هاتين الطّائفتين , أثبتوا للعبد أفعالا و قدرة وإرادة و اختيارا لكنّها تابعة لمشيئة الله تبارك و تعالى , فالعبد عنده عقل وكلّفه الله تبارك وتعالى لوجود هذا العقل و منحه القدرة و الاختيار , و أعطاه التّمييز بين الحقّ و الضلال و الحقّ و الباطل و أعطاه قدرة و اختيارا و إرادة و كلّ ذلك مربوط بمشيئة الله تعالى , و العبد فعّال , هو المصلّي , هو المزكّي , هو الصّائم , و هو الزّاني , و هو السّارق , وهو...الخ .

    هذه أفعاله فعلها باختياره و إرادته و قدرته ومع ذلك هي مربوطة بمشيئة الله عزّ وجلّ فالله خالق للعبد وأفعاله والعبد فاعل فعلاً حقيقياً ينسب إليه , أتاه بقدرته و إرادته و اختياره و ليس مجبورا على ذلك كما تقول الجبريّة - بارك الله فيكم - .

    وهم وسط في باب الوعد و الوعيد بين المرجئة و بين الخوارج و المعتزلة , فالخوارج و المعتزلة يتعلقون بنصوص الوعيد , و المرجئة يتعلّقون بنصوص الوعد , و أهل السنّة وسط بين الطّائفتين , يؤمنون بنصوص الوعيد وأنّها تلحق بمشيئة الله العصاة , فالزّاني و السّارق و القاتل معرّض للوعيد , و عند المرجئة تعلّقٌ بنصوص الوعد و إهمال لنصوص الوعيد فأهل الذنوب عندهم مؤمنون كاملوا الإيمان , لا تُنقِص المعاصي من إيمانهم شيئا و غلاتهم يرون أنّه لا يضرّ مع الإيمان ذنب , فإذا لقي الله موحِّداً غير مشرك فلا عقوبة عليه و لا تنطبق عليه نصوص الوعيد وهو مؤمن كامل الإيمان و لو كان من أفجر النّاس و أفسقهم إيمانه مثل إيمان جبريل و محمد عليهما الصلاة و السلام , اشتطّوا و غلوا في التّعلق بنصوص الوعد و اشتطّ الخوارج في التعلق بنصوص الوعيد , فكفّروا العصاة و حكموا عليهم بالخلود في النّار , و غلاة المرجئة قالوا بنجاة الموحدّين و لا عقاب عليه و لا عذاب و هم مؤمنون كاملوا الإيمان .

    و أهل السنّة توسّطوا فقالوا : إنّ الذنوب لا تخرج بأصحابها من الإيمان إلى الكفر كما يقول الخوارج وكما يقول المعتزلة يخرج من دائرة الإيمان إلى منزلة بين المنزلتين ثمّ يلتقي الخوارج و المعتزلة في الحكم على المصرّين على الكبائر , الذين ماتوا مصرّين على الكبائر أنّهم خالدون مخلّدون في النّار .

    و قال أهل السنّة : إنّ هؤلاء الذين ماتوا وهم مصرين على المعاصي هم فسّاق و ناقصوا الإيمان , نقول مؤمن ناقص الإيمان و نقول مؤمن فاسق , ولا نقول كافر و نقول إنّه معرّض للعقوبة إن لم تتداركه رحمة الله عزّ و جلّ لأنّ من مات وهو غير مشرك فهو تحت مشيئة الله ) إنّ الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( إلى نصوص أخرى و أحاديث تبيّن أنّ العصاة يخرجون من النّار , يعذّبون , يعذّب الله من شاء منهم ثمّ يخرجهم الله بشفاعة الشفعاء , شفاعة محمد صلى الله عليه و سلم و شفاعة غيره من الأنبياء و المرسلين و شفاعة الملائكة و شفاعة المؤمنين , ثمّ يبقى منهم من يخرجه الله تبارك وتعالى بفضل رحمته عزّ و جلّ .

    من الغلوّ الذي ابتلي به المسلمون غلوّ الخوارج , الذي بدأ من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأبه ذو الخويصرة الذي انطلق - و الله أعلم - من فكرة المساواة التي يدندن بها الديمقراطيّون , الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غزوة حنين قسّم الغنائم و فضّل بعض الزعماء لمصلحة عظيمة , فضّلهم في العطاء , أعطى لهذا مائة من الإبل و أعطى لهذا مائة من الإبل و... و.... ولم يعط الآخرين مثلهم لمصلحة الإسلام , لأنّه لمّا يعطي هذا الزعيم يطمئن إلى الإسلام فيؤمن و يستقر على الإسلام فتتبعه عشيرته و قبيلته , الرّسول بعيد النّظر , و هو أعدل النّاس - عليه الصلاة و السلام - .

    قسّم هذه القسمة و فضّل فيها فقال ذو الخويصرة : و الله هذه قسمة ما أريد بها وجه الله أو ما عُدل فيها , فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- و قال : ( من يعدل إذا لم أعدل , خبت و خسرت إن لم أعدل ) و استأذنه عمر في قتله , فقال : ( لا إنّه يصلّي ) ثم قال - عليه الصلاة والسلام - : ( يخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم و قراءتكم إلى قراءتهم و صيامكم إلى صيامهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرمية ) .

    غلوّهم في الدّين و غلوّهم في طلب المساواة أوقعهم في هذا الهلاك الذي أهلكوا به أنفسهم وأهلكوا به الأمّة و خرج من ضئضئه قوم كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام , و قاتلوا عليّا و الصحابة , لا حكم إلاّ لله , غلوا في الحاكمية و جهلوا معنى الحاكمية و خرجوا على عليّ رضي الله عنه , و أرسل عبد الله بن عباس يناظرهم فناظرهم , فرجع منهم الكثير و الباقون ثبتوا على غلوّهم في الدّين و في الحاكمية التي جهلوها فسفكوا الدّماء فاضطرّ عليّ إلى قتالهم فاستأصل شأفتهم و بقي منهم من بقي و توارثوا هذا الغلوّ إلى يومنا هذا , غلوٌّ في السياسة , غلوٌّ في الحاكمية و إهمالٌ للعقيدة و إهمال للمنهج و إهمال لجوانب عظيمة , فانتبهوا لهذا .

    ومن آثار و بقايا هؤلاء الغلاة ما يعيشه المسلمون الآن من خراب و دمار في مشارق الأرض و مغاربها , و منابع هذا الغلوّ في التّكفير و التدمير و التّفجير , من أهمّ منابعه التي يغالط أتباعه فيها هذه الأمّة و يبحثون عن أسباب بعيدة كلّ البعد عن منابع الفساد الحقيقية و هي التراث القطبي الذي ورّثه السيّد قطب في كتابه الظلال المشحون بالتّكفير تكفير الأمّة , و المشحون بضلالات خطيرة جدّا كالحلول و وحدة الوجود و تعطيل الصفات و ما شاكل ذلك , و في كتابه * المعالم * المشحون بالتّكفير و شحن الشباب , هذا الغلوّ أهلك الأمّة في الجزائر و في أفغانستان و في البلاد العربيّة و الإسلاميّة و تعاني الأمّة الآن منهم من الهلاك ما لا يعلمه إلاّ الله عزّ و جلّ , فعلى الأمّة أن تعرف هذه المنابع لهذا الدّاء العضال , ألا و هي كتب سيّد قطب و الكتب التي تفرّعت عنها مثل كتب صلاح الصّاوي و كتب أبو بصير و حركات أبي حمزة و أسامة بن لادن و أمثالهم , هؤلاء المخربون الخوارج إنّما تربّوا على كتب سيّد قطب و لا تنسوا أيمن الظواهري و جماعة الجهاد والتكفير , هؤلاء أوقعهم في هذا البلاء كتب سيّد قطب المشحونة بالغلوّ في التّكفير , فهو يكفر حتى بالجزئية , لو أطاع إنسان غيره في جزئية فقد ارتّد عن الإسلام , وهذا و الله أشدّ من تكفير الخوارج الأوّلين , و يتربون على هذه الكتب و صاحبها إمام مقدّس و لو طعن في الأنبياء و لو طعن في الصحابة الكرام و لو دمّر أصول الإسلام و عقائده , حلول ووحدة وجود , تعطيل الصفات , هذه لا تضر و لا تنال من قداسة هذا الرجل شيئا و لا تحطّ من كرامة هذه الكتب مع الأسف الشديد , مالذي جعل كثيراً من النّاس ينزلون سيّد قطب هذه المنزلة و هو في حضيض الضلال و ينزلون كتبه هذه المنزلة و هي من كتب الضلال و الدمار , مالذي جعل كثيرا من شباب الأمّة , يعني يقعون في هذه المهالك و يوقعون فيها الأمّة ؟ ما منشأ ذلك إلاّ الغلوّ المناهض لمنهج محمد صلى الله عليه و سلم و شريعته , المناهض لعقائد القرآن و أحكامه و عقائد السنّة و أحكامها و عقائد الصحابة و السلف الصالح , ومع الأسف الشديد هذا الصنف من النّاس يرى نفسه أنّه هو المسلم و لهذا ترى في مواقعهم أنا المسلم و تسمع من كلماتهم : إلى الجحيم خالدا فيها مخلدا يا ابن عثيميين, و ترى فيها التّكفير و ترى فيها الطعن للمعتدلين الثابتين على منهج الإسلام , منهج الرّسول صلى الله عليه وسلم و منهج القرآن الكريم , فعلى شباب الأمّة في مشارق الأرض و مغاربها أن يتّجه إلى كتاب الله و سنّة نبيّه r اللذان تربّى عليهما خير أمّة أخرجت للنّاس يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يؤمنون بالله و أسعدَ الله بهم أمما فأنقذ الله بهم و بما جاءوا به أمما من الضلال و الكفر و الشّرك و أنقذهم الله بهذه الرّسالة أمما و شعوبا من النّار , و قد كانوا على شفا حفرة من النّار فأنقذهم منها تبارك و تعالى بما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم و بما نشره صحابته الكرام من تعاليم و عقائد و أخلاق منبثقة من كتاب الله و سنّة رسوله - صلى الله عليه و سلم - فتبوءوا القمم العالية من العزّة و الكرامة , لأنّهم أمّة وسط و لأنّهم خير أمّة أخرجت للنّاس , و ترى ما يلحق النّاس من الغلوّ إلاّ الهلاك و الدّمار فهذه النّوعيات الغالية لا يزيدون الأمّة إلاّ هلاكا و دمارا و خزيا و عارا .

    منذ نشأ الإخوان المسلمون و هم يقولون جهاد , جهاد , الدولة الإسلامية , الخلافة الإسلامية , و المسلمون في انحطاط على أيديهم و في تقهقر إلى الوراء و الوراء على أيديهم , مع الأسف الشّديد و هم يزعمون أنّهم دعاة الإسلام و المجاهدون باسم الإسلام ومع الأسف الشّديد لا يزيدون الأمّة إلاّ هلاكا , و يقدمون شباب الأمّة هدايا على أطباق من الذهب كما يقال للأمريكان و للرّوس يذبحونهم كما يذبحون الفراريج و الدّجاج , يقدّمونهم هكذا لا عدّة من عقيدة و لا عدّة من مادّة و سلاح .

    الله تبارك و تعالى شرع الجهاد في هذه الأمّة إذا كانت أمّة حقّا مؤهلة للجهاد بعقيدتها و برجالها و بأخلاقها و بعدّتها المادية و العسكرية فهؤلاء لا عقيدة صحيحة و لا منهج صحيح و لا عدّة مادية , الجهاد , الجهاد , أهلكوا الأمّة و هم و الله يتمتّعون و يتلذذون بالمناصب و بالأموال و المآكل و المشارب و يذهب ضحيّة هذه الشعارات الفاسدة و هذا الصراخ المفتعل , يذهب ضحايا كثيرة من أبناء المسلمين بهذه الشعارات و النّداءات الفارغة , فعلى الأمّة أن ترجع إلى كتاب ربّها و سنّة نبيّها لتكون أمّة وسطا كما أخبر الله و كما وصف الله تبارك و تعالى , و لتكون خير أمّة أخرجت للنّاس و بهذه العودة و باستعادة هذه المكانة عند الله عزّ و جلّ تعود العزّة و الكرامة للأمّة ووالله لن تنفع هذه الشعارات هذه الأمّة أبدا بل ما تزيدها إلاّ انحطاطا و دمارا و ذلاً و هوانا .

    ألا فليدرك المسلمون مصدر عزّهم و مصدر هلاكهم فيجتنبوا مصادر الهلاك و منها هذا الغلوّ و كثير من هذا الغلوّ مفتعل و الله أعلم و مصطنع , و تعرف مصدر عزّها فتهرع إليه و تعظّ عليه بالنّواجذ و تربّي أنفسها و أجيالها عليه ليحقق الله لهم ما حقّقه لأسلافهم الكرام .

    أسأل الله أن يهيئ لهذه الأمّة دعاة صادقين مخلصين يعودون بهم إلى مصدر عزّتهم وكرامتهم وسعادتهم ,كتاب الله و سنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي فيه كلّ الكمال و منه التّوسط والاعتدال . أسأل الله أن يحقق ذلك

    و صلّى الله على نبيّنا محمد

    و على آله و صحبه و سلم .

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. قام بتفريغ مادَّة هذا الشريط وعرضه على الشيخ ربيع السنَّة مراجعاً له
    يوم 14/4/1426هـ :
    فواز الجزائري - غفر الله له -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 10:57 pm